نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : رُبّ ضارة نافعة, اليوم السبت 8 فبراير 2025 11:46 مساءً
نشر في الشروق يوم 08 - 02 - 2025
في قصيدته التي عنوانها " في الرّياح السيّئة يعتمد القلب" يقول الشاعر العراقي الراحل مظفّر النواب وكأنه يستشرف هذا الوضع الذي نعيشه الآن،"لا الحكومات.. لا الراجعون الى الخلف لا الأطلسي.. لا الآخرون وان نضحوا فلسفه، لا تخف إننا أمة لو جهنّم صبت على رأسها واقفه". و نحن الآن منذ السابع من اكتوبر 2023، تصبّ جهنّم على رأس هذه الأمّة، ومع ذلك فهي واقفة و صامدة، وكل المشاريع التي يقع التخطيط لها منذ بايدن إلى ترامب الآن، وكل العنجهيّة التي يقع التعامل بها مع قضية فلسطين برمتها و قطاع غزة بصفة خاصة، ستسقط ، حتى و إن زودت امريكا بكل سلاحها و جيشها.
نقول إن ربّ ضارّة نافعة، فترامب بخطابه الجديد الفظّ، يلجم كل صوت مطبع أو يبرّر الحق الصهيوني في أرض فلسطين. فالاستعمار الغربي لفلسطين من خلال اداة الصهاينة، بلغ في هذه المرحلة نقطة اللاعودة. المشروع الآن يطلّ بكل رؤوسه ولم يعد شيئا خافيا، بعد محاولة جر مصر و الأردن، بدأ الحديث عن السعودية كوطن بديل للفلسطينيين، وهذا هو المخطّط الصهيوني في نسخته الأصلية و التي يعاد نشر خرائطه في كل مرة، فإسرائيل الكبرى هي أجزاء من مصر والأردن و السعودية وأرض الشام و العراق. وهؤلاء العرب الذين قدموا من التنازلات المخجلة ما لا يقبله إلا نظام عميل، قد لا يجدون مستقبلا ما يواجهون به شعوبهم عندما تثور عليهم، لتتهاوى عروشهم التي يحميها الأمريكي والصهيوني. قول رب ضارة نافعة له وجاهته لأن ردّة الشعوب لا حد لها، والغضب العربي يغلي كالمرجل و لن يتوقع أحد ما قد يكون عليه المستقبل، في ظلّ استمرار الصهيوني في تنفيذ مخطط التوسع الجغرافي. تاريخياظهر من الشرق رجال شرفاء، وغيروا أوضاع أوطانهم و قاوموا العمالة و الخيانات،و منهم من قتل ومنهم من أعدم على المنصة صبيحة عيد الأضحى وكانت آخر كلماته "تحيا فلسطين"، ولم يبدلوا تبديلا و لم يبيعوا القضية، وحتى في عهد الحروب الصليبية خرج رجال من رحم الهزيمة الكبرى، واستطاعوا تحرير القدس بعد أن كنسوا روح الهزيمة و اعدوا العدة التي غيرت واقع القدس.
نقول مرة أخرى ربّ ضارة نافعة، و نعيد قول مظفر النواب" هذه أمة مهما جهنم صبت على رأسها ستظل واقفة. ورياح الخذلان و الخضوع و لا يمكن أن تكون مزمنة، فقدر الشعوب الحرّية و ليس الاستعمار و الاحتلال. ودرس غزة يعطي للشرفاء هذه الروح روح المقاومة والصمود في عزّ الخذلان العربي و الإسلامي الذي يكاد يكون شاملا.
كمال بالهادي
.
0 تعليق