في خمسينيات القرن الماضي، وبينما العالم في طريقه للتعافي من كارثة الحرب العالمية الثانية، التي كانت من أكثر الصراعات العسكرية دموية على مر التاريخ، الذي قُدّر إجمالي عدد ضحاياها بأكثر من 60 مليون قتيل، ظهرت موهبة الأسطورة التاريخية ألفريدو ستيفانو، الذي قال عنه فيليب السادس، ملك إسبانيا الحالي، إنه أفضل لاعب في كل العصور، والشخصية التي جعلت من كرة القدم فنًّا.
في بيونيس آيرس العاصمة الأرجنتينية، لم يكن هناك أي أمل في ظهور موهبة يمكنها أن تلهب حماس العالم، وتجعل الجماهير تعشق كرة القدم، إلا بعد ظهور دي ستيفانو، الذي غير تاريخ ومعادلة الساحرة المستديرة، وساهم ورفيق دربه المجري بوشكاش في صعودها حتى باتت الرياضة الأولى عالميًا قبل ظهور الأساطير اللاحقة، أمثال البرازيلي بيليه، والأرجنتيني مارادونا.
ولد دي ستيفانو في 7 يوليو 1926 في بوينس آيرس، الأرجنتين، لأب إيطالي وأم إسبانية، بدأ مسيرته الكروية في ناديه المحلي، ريفر بليت، قبل أن ينتقل إلى إسبانيا عام 1953 للانضمام إلى ريال مدريد.
لم يكن ريال مدريد قبل دي ستيفانو هو الريال بعده، إذ قاده الفتى القادم من أمريكا الجنوبية إلى الأمجاد والسيطرة على القارة العجوز بعد تحقيقه خمس بطولات دوري أبطال أوروبا وثماني بطولات من الدوري الإسباني، وبطولة كأس إسبانيا.
كان دي ستيفانو لاعبًا متعدد المواهب، يمكنه اللعب في العديد من المراكز، بما في ذلك المهاجم والجناح واللاعب الوسط. كان معروفًا بسرعته وذكائه على الملعب، وكذلك بمهاراته التقنية الرائعة.
في ديربي مدريد الكبير، الذي يجمع الريال بجاره أتلتيكو، لا يمكن نسيان البصمة التي تركها النجم الراحل في تاريخ الديربي العاصمي، وهو الذي صال وجال فيه وزار شباك الفريق الأحمر 13 مرة، على الرغم من مرور أكثر من 60 عامًا على اعتزاله اللعبة لم يقترب أحد من هذا الرقم سوى الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد فريق النصر.
«كريس» على بعد هدف وحيد من كسر الرقم الخاص بالراحل الأرجنتيني، وهو الذي استطاع أن يحطم الكثير من أرقامه التاريخية، لكنه في ديربي مدريد أبت الظروف إلا أن يظل رقمًا صعبًا خاصًا وتخليدًا لذكرة العبقري الراحل.
وسجل قائد النصر الحالي 450 هدفًا في 437 مباراة مع ريال مدريد، كاسرًا الرقم التاريخي الذي لم يسبقه إليه أحد سوى دي ستيفانو بعدد أهدف يبلغ 308 أهداف في 396 مباراة على مدار 11 عامًا متأخرة كثيرًا عن الأسطورة.
ترك الفريدو بصمة لا تمحى في تاريخ كرة القدم الإسبانية، مسيرته الكروية كانت مليئة بالإنجازات والنجاحات، وترك إرثًا رائعًا في ريال مدريد والمنتخب الإسباني.