خطة ترامب لتهجير غزة.. مشروع جاد أم ورقة للمساومة؟

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خطة ترامب لتهجير غزة.. مشروع جاد أم ورقة للمساومة؟, اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 10:05 مساءً

في خطوة مثيرة للجدل، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فكرة تحويل قطاع غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، بعد تهجير سكانه الفلسطينيين إلى دول أخرى، وهو ما وصفه مراقبون بأنه إعادة تدوير لمشاريع الترحيل القسري التي لطالما سعت إسرائيل لتنفيذها منذ عقود.

تصريحات ترامب جاءت خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، حيث قال بوضوح: "نريد السيطرة على غزة بعد ترحيل سكانها، وهناك دول أخرى غير مصر والأردن يمكنها استقبالهم."

لكن هذا الطرح قوبل برفض عربي ودولي واسع، واعتُبر ضربًا من الخيال السياسي غير القابل للتنفيذ، خاصة مع تعقيدات المشهد الإقليمي ومحدودية النفوذ الأمريكي في فرض حلول غير مقبولة على الدول المعنية.

وقف تهجير غزة مقابل التطبيع السعودي – الإسرائيلي؟

تزامن حديث ترامب عن مخطط التهجير مع تصاعد الجهود الأمريكية لدفع السعودية إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل. فهل يكون المشروع مجرد ورقة ضغط أمريكية لدفع المملكة نحو توقيع اتفاق تطبيع جديد؟

في هذا السياق، أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز أن "على الدول المجاورة التي ترفض فكرة تهجير الفلسطينيين تقديم بدائل عملية"، في محاولة واضحة لنقل عبء الحل إلى الأطراف العربية بدلًا من تحميل إسرائيل المسؤولية.

لكن الرد السعودي جاء سريعًا، إذ صرح السفير السعودي في بريطانيا الأمير خالد بن بندر بأن المملكة ترفض التطبيع دون حل للقضية الفلسطينية، ما يعكس تماسك الموقف العربي حتى الآن في وجه الضغوط الأمريكية.

ترامب ينفذ أجندة إسرائيلية

وصف الكاتب والباحث السياسي أحمد الركبان خلال حديثه الى سكاي نيوز عربية تصريحات ترامب بأنها انعكاس لرغبة إسرائيلية واضحة في تهجير الفلسطينيين، وقال:
"ترامب يعيش نشوة سياسية تدفعه لاتخاذ قرارات متعجلة، لكنه لا يستطيع فرض إرادته على دول عربية مثل مصر والأردن."

وأضاف الركبان أن "إسرائيل لا تتحرك دون ضوء أخضر أمريكي، لكن المخططات التي تتجاهل حقوق الفلسطينيين محكوم عليها بالفشل."

التصعيد السياسي.. هل يتحول إلى صدام ميداني؟

تحذيرات دولية صدرت من أن تنفيذ أي مخطط لتهجير سكان غزة قد يؤدي إلى انفجار أمني واسع، حيث عبر مسؤولان عربيان لشبكة CNN عن قلقهما من تصريحات ترامب، مؤكدين أنها قد تؤدي إلى انهيار وقف إطلاق النار الهش في القطاع.

في الوقت ذاته، أعادت تصريحات ترامب التذكير بمشاريع أخرى غير منطقية سبق أن طرحها، مثل ضم كندا إلى الولايات المتحدة أو شراء جزيرة جرينلاند من الدنمارك، مما دفع مراقبين إلى التساؤل: هل يأخذ العالم تصريحات ترامب على محمل الجد، أم أنها مجرد استعراض انتخابي جديد؟

الموقف العربي.. ثابت أم قابل للتغيير؟

رغم الرفض العلني للمخطط الأمريكي، يرى بعض المراقبين أن الدول العربية قد تتعرض لضغوط غير معلنة لتقديم تنازلات سياسية في هذا الملف.

لكن الكاتب أحمد الركبان استبعد هذا السيناريو، مشيرًا إلى أن "السعودية ومصر والأردن لن تقبل بتغيير التركيبة السكانية لفلسطين تحت أي ظرف"، كما شدد على أن "التصريحات الأمريكية لن تؤثر على المواقف السياسية للدول العربية الكبرى".

"ريفييرا غزة".. حلم ترامب المستحيل؟

ما بين الرفض العربي، والتحفظ الدولي، والتعقيدات السياسية، يبدو أن مشروع "ريفييرا غزة" ليس سوى حلم بعيد المنال. فالواقع يؤكد أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي تهجير قسري، والمجتمع الدولي لن يمنح ترامب الضوء الأخضر لفرض حلول غير عادلة.

لكن مع استمرار الضغط الأمريكي، يبقى السؤال: هل سيظل هذا الطرح مجرد ورقة ضغط؟ أم أن هناك محاولات خفية لتحويله إلى واقع سياسي جديد؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق