نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المياه في قطاع غزة كارثة تضاف إلى معاناة الدمار والتشرد, اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 11:10 صباحاً
عاد عدد كبير من المواطنين النازحين إلى مناطق سكناهم أو القريبة منها بعد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، فزادت معاناتهم وتفاقمت لعدم توفر المياه وغرق الشوارع والطرقات بمياه الصرف الصحي، بسبب تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها على القطاع لتلك الشبكات التي زادت معاناتهم.
فقد دمرت قوات الاحتلال وجرفت المئات من آبار المياه التي كان يعتمد عليها المواطنون في حياتهم اليومية، سواء كانت للشرب أو للاستخدام المنزلي أو يستخدمها المزارعون في ري حقولهم، وكذلك دمرت أيضًا مصادر الطاقة التي كانت تمد هذه الآبار بالطاقة التي تشغلها، فأصبح الحصول على المياه أمرًا عسيرًا وفيه الكثير من المشقة.
يقول المواطن الفلسطيني مصطفى شراب، "لقد عدنا إلى العيش فوق أنقاض منازلنا التي دمرتها الحرب الإسرائيلية وسط خان يونس، إلا أننا اصطدمنا بجدار النقص الحاد في موارد المياه، سواء الصالحة للشرب أو المستخدمة بشكل يومي، نظرًا لتدمير الاحتلال للبنية التحتية، وتجريف الشبكات الخاصة بالمياه والصرف الصحي في المحافظة، وصعوبة نقلها بسبب حجم الدمار والخراب في الشوارع".
وعبر عن استيائه الشديد من الحالة التي يعيشها أبناء شعبنا في ظل تغطية العديد من الشوارع بمياه الصرف الصحي، وانتشار الروائح الكريهة والحشرات، وأرجع ذلك إلى تعطل شبكات النقل إلى مكبات الصرف الصحي.
بينما يقول المواطن الفلسطيني أيمن الأسطل: "كنا نمتلك غاطس مياه خاصا بنا إلا أن جرافات الاحتلال وخلال اجتياحها البري لخان يونس ردمت البئر ووضعت كميات كبيرة من الركام والرمال على فوهته"، مشيرًا إلى أن عملية تشغيله تحتاج إلى عملية إزالة الركام، الأمر الذي يُعتبر صعبًا أو في ظل النقص الحاد في المعدات والجرافات التي تولي اهتمامًا لفتح الشوارع.
وأضاف، "سأعمل أنا وإخواني وبعض الجيران على تنظيف الركام من فوق فوهة البئر بكل ما أوتينا من قوة، ورغم أنه أمر مجهد وصعب، فإن شح المياه أجبرنا على التفكير في هذا العمل الشاق من أجل توفير المياه. وأردف: في حال تمكننا من ذلك سأزود المحيط الذي أسكن فيه بالمياه قدر المستطاع للتخفيف عن الجيران والأقارب".
بينما يذكر المواطن الفلسطيني إسلام المدهون: "كنا خلال فترة الحرب نحصل المياه بطريقة أفضل من ذلك، إذ كانت تأتي مرتين في الأسبوع، إلا أن الأمر بعد عودة النازحين إلى منازلهم شحت المياه وقُطعت لأكثر من خمسة عشر يومًا متتالية، متسائلًا عن الخلل الذي أصاب عملية التوزيع التي كانت سائدة خلال أشهر الحرب".
ويضيف: "لدى جيراني غاطس مياه ويتم تشغيله عن طريق ألواح الطاقة الشمسية، إلا أن تشغيله في الأيام الغائمة والمنخفضات الجوية يكون صعبا، وذلك الأمر يزيد المعاناة بلة وتعقيدًا لأننا نعاني في هذه الأيام معاناة مضاعفة، لأن أغلب مزودي المياه يعتمدون على نظام التشغيل بالطاقة الشمسية، وفي هذه الأيام نعيش دون مياه ولك أن تتخيل كيف ستكون ساعات يومك دون مياه وأنت لديك أطفال وكبار سن".
أما المواطن الفلسطيني محمد أبو شوقة فيقول: "أُجبرت على شراء المياه عدة مرات بأسعار مرتفعة خلال الأيام القليلة الماضية، لندرة توفرها وعدم ضخ البلدية لها، وعبّأت الكوب الواحد بمئة شيقل وهذا المبلغ كبير جدًا في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها المواطن في القطاع، وهذا المبلغ كان يُدفع للبلدية مقابل الحصول على المياه لشهرين متتاليين".
فيما يقول خليل سلامة: "ننتظر شاحنات توزيع المياه المجانية بفارغ الصبر، لنتمكن من التزود بالمياه، وعملية توزيع المياه المجانية تقل بعد توقف إطلاق النار، نظرًا لعودة النازحين إلى مناطق سكناهم، وبالتالي توزعت تلك الشاحنات على المناطق كافة بدلًا من تركزها في مناطق النزوح".
ويشير إلى أن البلدية تزود في بعض الأوقات المناطق بالمياه عن طريق فتح الخطوط بشكل انسيابي دون عملية ضخ لشح الوقود، وهذا الأمر يحرم المواطنين البعيدين عن المحابس من التزود بها لأنها لا تصل إليهم، وهذا يزيد معاناتهم ويجبرهم على نقلها بالغالونات والخزانات الصغيرة إن توفرت ويتم دفع أجرة نقل لها.
فيما يقول تحسين أبو رمضان: "سأبقى في الفترة الحالية نازحًا في خيمة بمواصي خان يونس، رغم أن بيتي في رفح يصلح للسكن فإنه تضرر وذلك لعدم توفر المياه في منطقتنا، وتوفرها بحد أدنى في المواصي".
ويشير إلى أن المياه شحت عن الفترة السابقة وأنه يجبر على نقلها بالغالونات وتفريغها في خزان بجوار الخيمة، إلا أنه رغم المشقة والتعب يتمكن من توفيرها على العكس في حال عودته إلى رفح التي مُسحت عن خارطة القطاع بسبب أهوال الحرب التي أصابتها.
ويقدر حجم الخسائر في قطاع غزة نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي بأكثر من 50 مليار دولار، إذ انتهج الاحتلال تدميرا هائلا شمل مناحي الحياة كافة.
كما ألقت قوات الاحتلال نحو 100 ألف طن من المتفجرات على القطاع، ما أدى إلى تدمير نحو 90% من البنية التحتية، وفي قطاع الإسكان تضررت نحو 440 ألف وحدة سكنية بشكل كلي أو جزئي، ما جعلها غير صالحة للسكن.
وطال الدمار البنية التحتية للخدمات الأساسية، حيث دُمرت 330 ألف متر طولي من شبكات المياه، وأكثر من 650 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، ونحو 2.8 مليون متر طولي من شبكات الطرق والشوارع، إضافة إلى 3700 كيلومتر طولي من شبكات الكهرباء.
يشار إلى أن قوات الاحتلال تعمدت خلال العدوان بشكل ممنهج تدمير مصادر المياه كافة في قطاع غزة، وجرفت آلاف آبار المياه والغواطس، سواء الخاصة بالبلديات أو المملوكة لشركات أو مواطنين، وتعمدت أيضًا حرمان المواطنين من الوقود والطاقة البديلة.
وفا
0 تعليق